يتقدم الاستاذ جمال على الالفى بخالص التهانى لحضراتكم بمناسبة حلول العام الجديد 2017.. لكل من يعمل فى حقل التربية والتعليم... وتحيا مصر .... جمال على الالفى .. معلم أول (أ) لغة انجليزية بمحافظة الاسكندرية.. 01282081265
استيقظت صباح ذلك اليوم متعبا بعد يومين من العمل الشاق المتواصل .. فقد كاد عملى يضيع بسبب 4 مايو الذى لم يؤتى بثماره
ذهبت الى عملى مبكرا .. فاليوم لابد من اجراء بعض الحسابات الهامه و طباعة لوحات فى غاية الاهميه و تسليمها للمكتب
لا اعرف لماذا لم اكن متفائلا ذلك اليوم .. اتصلت بكثير من الاصدقاء .. و كنت لاول مره منذ اكثر من شهر اذكر مكانى فى التليفون بصراحه
*ايوه يا زميلى .. انا انهارده فى التجمع الخامس .. فى شارع التسعين .. ايوه فى المعرض ..هامشى على الساعه واحده
*ايوه يا بشمهندس طبعت كل اللوحات و الاستشارى مضى عليها ووافق .. جاى دلوقتى على المكتب
كان بعض العمال قد اعدوا طعام الغذاء و لكنى فضلت التحرك لان هذا اليوم كان مليئا بكثير من المواعيد الهامه
ركبت سيارتى المتهالكه و بدات فى التحرك و لمحت فى المرأه اليتيمه سياره بيجو مسرعه تتوقف فجاه امام الموقع الذى اشرف عليه
جاء خاطر فجأه بداخلى انها قد يكون بها بعض ظباط امن الدوله
ههههههه .. طب كويس انى مشيت
تعانى سيارتى من بعض الامراض المستعصيه التى تجعل تحركها بطيئا و تحتاج لأموال كثيره لكى تشفى و تعود سياره مره اخرى .. زقزوقه حبيبتى اكيد هاصلحها فى يوم من الايام ..دى ياما شاليتنى و انقذتنى من اخطار كتير .. ايه يعنى الكبالن مكسره و علبة الدركسيون بتزيق و لا المقص مكسور و ملحوم اى كلام
ايه المشكله ان مافيش استبن و مافيش كوريك وواخده كام خبطه ..اول الشهر هاجيبلك بطاريه جديده يا زقزوقه..انا مسميكى زقزوقه علشان الناس بيزقوكى كتير
ابتسم فى خاطرى الى ان فوجئت بسياره ميكروباص اجره سوهاج تقطع الطريق
ايه ابن الهبله ده ..الشارع فاضى و الدنيا صحرا و مش عارف يسوق .. حبكت يركن قدامى
احاول التحرك .. فأجده مصمم على الغلاسه ..ايه ياد يابن ال**** .. اقطع الشتيمه لاننى لمحت ان كل من فى الميكروباص ينظرون إلى بتحفز واضح .. الشرر يتطاير بوضوح من اعينهم .. اول مره المح الشرر ينطلق من العيون ... اجسام ضخمه .. حلاقه زيرو .. نضارات شمس .. يانهار اسود .. انتوا جيتو
اعود بالسياره للخلف سريعا .. لا اعرف لماذا
ثمانية بغال ينزلون دفعه واحده من الميكروباص و يحاولون اللحاق بى .. يشيرون لشخص ما فى الخلف
انظر خلفى فأجد ثلاث سيارات ملاكى يسدون الطريق مره واحده ..ارتطم بواحده .. اتحرك للامام مره اخرى و يبدأ قذف الطوب و الحجاره على السياره .. هى بقى فيها طوب كمان؟؟
سائق الميكروباص الصعيدى الغلبان يسد الطرق و يصدمنى بظهر سيارته .. ليه كده بس ياسطى احنا غلابه زى بعض .. عملتيها يا زقزوقه .. اخص عليكى
افاجىء بأياد كثيره تمتد الى ملابسى و تفتح الباب و تبدأ حفلة اللكمات و السباب.. مباراه
- محدش ليه دعوه .. كله يمشى .. احنا امن دوله .. ياللا من هنا يا ** انت و هو
اجد نفسى فجأه بداخل الميكروباص ..
- مانت وقعت أهوه يا **** فيه حد يهرب من امن الدوله يابن ال***
- احنا هانعرفك احنا مين يابن ال****
- كسروله العربيه ... كسروا عضم امه ابن ال*** ده .... مش عايزه يبطل صويت
هكذا هتف كبيرهم .. و الجميع عنده ضمير شديد فى تنفيذ الأوامر ... ضرب شديد من جميع الاتجاهات .. و بجميع اطرافهم .. إيد و رجل
آآآآآآآآآآآه هكذا هتفت انا رغم محاولتى للتحمل .. لكن الضرب كان فعلا شديد و متواصل .. و من يتعب منهم الباقى يكمل .. و لكن هل اشترك معهم السائق الصعيدى الغلبان أم اكتفى بقيادة السياره؟؟
قبل الضرب تبرع احدهم بوضع التيشيرت فوق وجهى .. و تبرع اخر بتقطيع الفانله الداخليه لنصفين .. و تبرع ثالث بربط النصف فوق عينى و تبرع اخر بربط يدى خلف ظهرى بالنصف الاخر .. و تبارى الاخرون فى تكتيفى و ضربى ... منتهى التعاون فعلا
يتوقف الميكروباص بعد رحله قصيره جدا امام احد المبانى .. احد الشوارع المجاوره .. لابد انه احد فيلات احد الباشوات ..او مقر خفى لامن الدوله
يجرجرونى على السلالم و انا معصب العينين وسط ركلات و صفعات و سب لجميع اهلى .. الكبير و الصغير
يلقون بى على بلاط احدى الغرف .. البلاط بارد رغم حرارة الجو ..يا سلااااام
ياتى احدهم و يستبدل الفانله الداخليه بكلابشات حديديه حول يدى وراء ظهرى و يغلقها على اخرها
- ابقى تعالى *** على قبرى لو شوفت الشارع تانى .. يابن ال*****
- حضروا الكهربا .. الواد ده مش متربى و مش عارف ازاى يعامل اسياده
- احنا ياد اسيادكوا و اسياد كل البلد دى .. هنعرفك دلوقتى احنا مين
- مابتردش علينا ليه
* يعنى اتكلم و لا اخرس ..؟؟؟؟
- ... يا جماعه قولت مش عايزه يبطل صويت .. احنا هانطلع دين امك
* آآآآآآآآآآه
فجأه انفتح مره اخرى دش كبير من الضربات و الصفعات و الركلات من جميع الإتجاهات .. انهم بلا شك لا يقلون عن 15 جثه و أحجام اياديهم و ارجلهم مختلفه فى المقاس و القوه
لا اعلم كيف يحفظون هذا الكم الهائل من السباب .. رغم انى كنت اعتقد ان لسانى طويل لكنى سمعت شتائم لم اكن اتخيل انها موجوده ... قاموس لغوى عظيم
استمر دش الضرب و السب اكثر من 30 دقيقه .. تبعه بعد ذلك بعض التوابع القليله لبعض راغبى التسليه
- انت بقى اللى عاملى فيها راجل؟؟؟
- قول انا مره
تذكر فلتلتزم بسلاح الصمت
- قول انا مره
- قول انا مره
و تنهال الصفعات و الركلات مره اخرى كم كنت اود ان اقول له انت مره و لكننى وجدت نفسى اردد
* حسبى الله و نعم الوكيل
- و كمان بتحسبن علينا؟؟؟ دا انت هايطلع دين امك
خلاص سيبه هو لما يركب الزحليقه هايقول كل حاجه
فجأه يختفى الجميع ...
تمر الدقائق كالسنين ... إلى ان اسمع اصوات كثيره .. نساء و أطفال و شيوخ و رجال ... زعيق و خناق و شتيمه
مين دول .. هو انا فين ... بس اكيد انا فى القسم
* لو سمحت
- عايز ايه
* هو انا فى قسم القاهره الجديده؟؟؟
- مش قالولك ماتفتحش بوقك ياض
*خلاص انا عرفت .. طب ممكن تفك الكلابشات شويه .. مش هما مشيو برضه .. انت من القسم ولا تبعهم؟؟؟
*خلاص يا عم مش هاسأل تانى .. بس يا ريت تخف الكلابشات شويه
- حاضر المفتاح تحت و هانزل اجيبه
إنه بالتاكيد احد عساكر القسم .. إنه لا يسبنى كما فعل الاخرون .. و لكن اين هم .. و لماذا اختفوا فجاه؟؟؟
- اخف الكلابشات عن كده كمان؟؟
* لا كده قشطه .. شكرا يا ذوق .. ممكن بقى شوية ميه علشان عطشان و الجو حر
- حاضر .. انت طلباتك كترت قوى ماتتعودش على كده
يأتى لى بزجاجة مياه و يشربنى
* جزاك الله كل خير .. طلب اخير بقى
- لأ
* طب خلاص
و تمر الدقائق مره اخرى و الذباب يقف على ظهرى و جروحى
* لو سمحت
- ايه تانى .. انت مش بتبطل طلبات
* عايز سيجاره
- نعم؟؟؟
* سيجاره .. انا كان معايا علبة سجاير فى العربيه .. هات واحده و خدها كلها
- طب و هاتشربها ازاى و انت متكلبش
* فكنى او شربهالى
- يا عم سيبك منه انت هاتسمعله كمان .. دا عيل ابن **** انت بتتكلم معاه ليه مش كفايه شرب
* ربنا يسامحك
- انت بتشتغل ايه
* مهندس
- مهندس ؟؟؟؟ طب و هما جابوك هنا ليه
* اصلى معترض على زيادة الاسعار و البهدله اللى عايشينها .. تسمع عن الفيس بوك
- لأ
* طب ممكن سيجاره؟؟
- طيب لما الظابط ينزل بس
أخيرا وجدت بعض البنى ادمين فى وزارة الداخليه
- هاولعهالك و هاشربهالك فى السريع .. بسرعه قبل ما الظابط يرجع
اركب الميكروباص مره اخرى و معى اتنين عساكر او مندوبين غلابه من القسم يرافقهم ضابط امن الدوله ابو مرهم
اجلس على الكرسى الخفى نائم مختفى عن انظار الماره ... و يستمر صديقى الذى لا اعرف اسمه فى امدادى بكام نفس كل ما اطلب منه
اساله ... * هو الظابط اللى راكب العربيه معنا اسمه ايه؟؟
- و الله ماعرف .. بس هو ابن *****
* طب تعرف اسم اى ظابط من اللى جابونى القسم ؟؟؟؟
- لأ ... و اسكت احسن لك
* احنا رايحين لاظوغلى طبعا
- مش عارف
* بس انا عارف
- و عرفت منين و انت متغمى .. انت شايف ولا ايه
* لا يا عم .. من الاتجاهات .. انا مهندس .. دماغى جواها خريطه
- ماشى يا خفيف .. بس انا اخرى معاك على الباب .. هناك مش هاعرف اعملك اى حاجه
تمر على الافكار مجتمعه تاره و متفرقه تاره ... ترى هل علم احد الزملاء بذلك .. ترى هل تحرك أحد .. لو تم سجنى ..من سيدفع عنى اقساطى و ديونى الكثيره ... و من و كيف و هل ... ياللا بقى .. كله بيطلع فى الغسيل
- ياللا علشان نازلين ..وطى علشان الباب
اتذكر تلك رائحة فى هذا المكان ...رائحة التعذيب و الموتى... حضرت الى هنا منذ عامين بعد خروجى من سجن طره .. و لكن وقتها كنت ارى كل شىء و لم يغمينى احد
اتذكر شكل تلك البلاطات التى امشى عليها الان .. و تلك العتبه التى تفصل بين العالم العلوى و السفلى
اتذكر رائحة دورات المياه التى فى الممر الذى تحت الارض بجوار زنازين الاسلاميين .. لابد اننا مررنا عليها .. هل سيضعوننى فى تلك الزنزانه الى كنت اسمع من بداخلها يطلبون الرحمه من الله و يصرخون
اتذكر ذلك السلم الحديدى الذى اصعد عليه الان .. رأيته منذ عامين و كنت اجلس امامه منتظر انهاء اجراءات الافراج و كان المعتقلين الاسلاميين و الشباب الملتحين يصعدون عليه على ارجلهم و ينزلون عليه محمولين و فاقدى الوعى ... و لكن.. لماذا انا صاعد عليه الان.
. ينتهى السلم و الكعبله.. ثم ادخل فى طرقه ثم مصعد
يرافقنى ثلاث على ما اعتقد .. ضاط امن الدوله و الاثنين الغلابه من القسم
- هاتودوه لمين
- عمرو بيه
- مش عارف هو فين .. اطلع بيه الاداره على طول ...هو احزاب ؟؟؟ انت تبع حزب ايه؟؟؟
* كله زى بعضه
- انت ردودك مستفزه على فكره .. خف شويه
- اقف هنا
تمر الدقائق و استمع لحوار العساكر و المخبرين و ضحكهم و كلامهم عن البنات و الحشيش و الدنيا و الحياه
اضحك و اشترك فى الحوار .. و اهو كله يفيد التانى بخبراته
فجأه يصمتون .. و اسمع اقدام ثقيله تقترب ... و يصيح بصوت رهيب
- انت بقى اللى عمال تسخن الناس
و تنهال الضربات و الصفعات و اللكمات.. و فجاه يتركنى و يكمل طريقه
- معلش يا أحمد مفيش فى ايدى حاجه اعملهالك هنا
* ............
اسمع الكثير من الاقدام التى تقترب .. شكلها هاتبقى حفله .. استر يا رب
- انت بقى اللى عاملى فيها زعيم و مش هامك امن الدوله .... هاتولى ابن ال**** ده على جوه
كثير من الايادى تسرع لتلبية النداء .. مع بعض المجامالات بكام ضربه على كام شلوت ... و لزياده فى المجامله يتم جرى على الارض .. إلى أن أدخل مكتب واسع مكيف به موكيت على الارضيه تنبعث منه رائحة الفخامه .. ده شكله مكتب حد من البشاوات الكبار قوى
- بص يا باشا .. احنا نطلعله أمر إعتقال و نخلص منه
- وليه ... هو هايخر بكل حاجه دلوقتى
- يا باشا دا صنف ابن **** .. الاشكال دى لازم تتربى علشان يعرفوا احنا مين ... يابنى انت حشره .. ولا حاجه..و اى حد بتتحمى فيه ولا هايعرف يعمل لك حاجه... الاحزاب بنت ال**** و شوية ال**** اللى عاملين مراكز حقوق انسان دول نلمهم فى عربيتين
بالطبع لم ينسى هذا الضابط الطيب ان يدعم أقواله ببعض السباب لجميع الشخصيات السياسيه فردا فردا من جميع التيارات من اقصى اليمين لأقصى اليسار ايمن نور, جميله اسماعيل , امير سالم , اسامه الغزالى حرب , مجدى احمد حسين , محمد عبد القدوس , جورج اسحق ... بالاضافه الى اهلى اللى ماعرفوش يربونى
و جلس الباشا الكبير على مكتبه .. و سمعت ازيز الكرسى و جلس حوالى 4 او 5 ضباط اخرين بإختلاف اصواتهم.. بخلاف بعض المخبرين عند الحاجه لأى مساعده
- قوللى بقى يا بتاع الفيس بوك انت ... ازاى يجيلك استدعاء من 10 ايام و ماتجيش
* مش فاكر اصلى كنت كاتبه فى ورقه و ناسيها (صفعه قويه)..... آآآآآآآه
- يا جماعه انتوا إزاى تجيبوهولى مش متظبط ... ظبطوه الاول قبل ما يدخلى ... هاتوهولى جاهز علشان الوقت و تعب القلب
انقض على الجنود و الضباط الاشاوس المغاوير حماة الوطن .. حماة الامن و الامان فى مسابقه جديده للركل و الصفع و السب ... و بدأ البعض فى تقشير ملابسى .. و تطوع احد الضباط المحققين بسحبى على وجهى و صدرى على الارض و خرج بى خارج المكتب ابو موكيت الى الطرقات ام بلاط وسخ .. مسحولا على وجهى يجرنى هو و يساعده أخرون عندما يتعب
اتذكر اننى فى المرحله الابتدائيه كنت اسمع احدى المدرسات تهدد الفصل .... إللى هايتكلم هامسح بيه البلاط .... و كنت اتعجب وقتها .. كيف يكون ذلك ... و اخيرا جائنى الجواب بعد عشرين عاما ... هذا هو مسح البلاط .. اديك جربت ازاى يتمسح بيك البلاط .. مبسوط؟؟
و لكن ماذا اقول للباشا الذى يتتظر الباسوورد
- افتكرت ياد يا ***** ولا نجيب العصايه ... هاتولى اتخن عصايه عندكوا
* افتكرت ... اعتقد كان مكتوب كمان فى رساله على الموبايل.. مش فاكر مسحتها ولا لأ
- استنى كده ... موجوده .. دى مبعوتالك من رقم اسراء ... هى لسه بتدخل؟؟؟
* لا يا باشا مابتدخلش على الجروب
- احنا عارفين من غير ما تقول
يا رب محدش منهم يجرب الباسوورد .. بس الغريبه ان كمان محدش سألنى عن الايميل ... شكل الظباط اللى بيفهموا فى النت لسه ماجوش
- مين بقى مشيره؟؟
* مشيره؟؟
- انت هاتستعبط ... يا جماعه قولنا ظبطوه
تعود مره اخرى لمباراة الصفع و التنكيل .. لم اكن اعرف من اى اتجاه تاتى الضربات.و اللكمات .. و لكنى متأكد اننى لو كنت حر اليدين و ارى وجوههم ما استطاع احد او جرؤ على ذلك
يكتفى الباشا بهذه الاسئله و اجوبتى التى تشبه المهلبيه ..و يصمت لفتره و انهض لأقف مره اخرى .. و اسمع وقع خطوات تاتى من بعيد تقترب منى .. ثم قجاه اتلقى صفعه على اذنى اليمنى فأرى نورا مبهرا رغم الظلام الدامس .. و فجاه اسمع تصفير غريب .. كأنهم جميعا ابتدئوا فى الصفير .. و لاول مره فى حياتى اتأكد من صحة ما كنت اراه فى كارتون توم و جيرى من عصافير و نجوم تدور حول من يتم ضربه على رأسه .... لقد رأيت تلك العصافير الصغيره و النجوم بالفعل.. ... هل زار مخرجوا تلك الافلام مبنى امن الدوله فى مصر من قبل؟؟؟
- خلاص خدوه .. و إحمد " ربنا" انك وقعت فى ايد حد حنين .. ممكن بعد كده تقع فى ايد حد ما بيرحمش
ما هذا .. لقد نطق الباشا كلمة " ربنا" ... هل يقصد " ربنا"؟؟ هل " ربنا" هو " ربه" ام يقصد "رب" اخر
و لكن على اية حال واضح من كلامه انه له "رب" و قد كنت اعتقد ان هؤلاء البشاوات يعتقدون انهم هم الالهه .. لابد انهم مقتنعون انهم ارباب متفرقون يجمعهم " رب" كبير فى وزارة الداخليه او فى رئاسة الجمهوريه
و لكن ربنا نحن يأمرنا بالرحمه و سوف يحاسبنا على ما نفعله .. بالتاكيد لم يأمرهم ربهم بذلك و بالتاكيد هم مقتنعون انه لن يحاسبهم
يا ربى حمدا لك انى اعبدك انت وحدك .. لا شريك لك .. و لا اعبد رب هذا الباشا و من معه . فانت الرحيم . و انت المنتقم
يقتادنى العساكر و الامناء للادوار السفليه ... انزل على نفس السلم الحديد لا تقوى رجلى على حملى.. اتذكر شكل ذلك الشاب الملتحى من سنتين
يتم استبدال الكلابشات باخرى قديمه مؤلمه و يتم ربطى فى باب حديد .. تمر الدقائق و ادخل فى النوم
- انت يا ابنى ياللى نايم و انت متكلبش .. انت ازاى نايم كده؟؟ .. انت تبع ايه؟ ... شكلك كده عيل روش و جاى غلط
* فيس بوك
- مين؟؟؟
* مش مهم ... ممكن بس تفك الكلابش من الباب او تربطنى عدل علشان عايز انام شويه
تمر الساعات و انا نائم بالكلابشات و الغمامه على عينى و ملقى على الارض
اتذكر محمد الشرقاوى منذ سنتين .عندما كان يتعجب قائلا يابنى انت ازاى بتعرف تنام كده فى اى حته و اى زنزانه و اى وقت
- مش انت اللى الظابط كلمك فى التليفون من عشرتيام
* اه
- طب هو اجازه انهارده .... انا كلمته و جاى دلوقتى و اكيد مش هيوافق على اللى حصل
* يا رااااااجل ههههههههههه
- بتضحك على ايه ... انا غلطان ... خليك كده مرمى لحد ما يبان لك صاحب
اصعد معه بعد قليل للضابط الذى يقولون انه قطع اجازته لإنقاذى ... يؤنبنى بسبب دماغى الناشفه ثم يصطحبنى للمدير و تبدأ النصائح الابويه الحنونه
- احنا مش ضدكوا .و لا سفاحين زى ما جرايد المعارضه ما بتصورلكوا ... و البلد قطعت شوط كبير فى طريق الديمقراطيه ... بس الشعب المصرى هو اللى مش مهيأ للديمقراطيه
* امال ايه اللى حصلى انهارده ... يعنى كل الضرب ده و كان مثلا بيتهيألى؟؟
- معلش .. اعتبرنا زى والدك
* *********
- احنا و الله مش بننجح الفاسدين فى مجلس الشعب ولا بنساعد الحزب الوطنى .. بس هى البلد كده .. و احنا برضه بنكشف قضايا فساد كتير
* *********
- فكر فى حزب او جمعيه اهليه او مركز دراسات ... لكن الفيس بوك لأ لأ لأ
بالطبع لم يكن النقاش مثمر او مفيد و لا اعرف ما الذى دفعنى للنقاش معهم ... استعنت بسلاح الصمت مره اخرى و جلست استمع مع هز رأسى بين كل فتره و اخرى كدليل على الاقتناع التام .. رغم ان رقبتى كانت قد تسمرت على اتجاه واحد و رفضت اى حركه يمينا او يسارا
تزداد الالام فى جسمى بمرور الوقت ... تزحف ببطء و ثقه تامه من الوصول لجميع انحاء جسدى .. يدى اليمنى لا استطيع تحريكها .. اذنى اليمنى ايضا و ياللصدفه لا استطيع ان اسمع بها .. أحس و ياللغرابه ان هناك من ضربنى ضربا مبرحا منذ قليل
- حاجاتك كامله؟؟؟
· لا فيه كاميرا فيديو ديجيتال ناقصه .. دى غاليه و كمان جايبها بالقسط .. لسه مشتريها من شهرين .. كان مقدمها 500 و قسطها 150 فى الشهر